الأم التى تُدخِل ابنتها الصغيرة فى حضنها رغم أنها ضربتها
للتو، سائق التاكسى الأبيض الذى يظل مترددا فى تشغيل العداد ولا يفعل إلا بعد أن
تغلق الباب خوفا من أن يدخل بيته مليم حرام، الشاب الذى يحلم بالسفر ليترك البلد
التى تأكل ولادها لكنه يتشاجر مع أى شخص يشتمها أو يهينها أيًّا كان بمبدأ (أدعى
على بلدى واكره اللى يقول آمين)، الزفة الحلوة عند (فسقية) أى ميدان وتجمع الشارع
للتصفيق ومجاملات الكلاكسات والزغاريط من البلكونات، الأمى الغلبان الذى يمسح
الزجاج بورق الجرايد لكنه يستغفر الله إذا اشتبه فى آية قرآنية مكتوبة فيظل نادمًا
حتى بعد أن يحرقها، فرامل السيارة وتشغيل الانتظار احتراما لعجوز فى سن الآباء
والأجداد أو سيدة حامل تعبر بصعوبة، الشباب الذى يتظاهر ضد الداخلية ثم يذهب فى
رمضان لتوزيع الإفطار على عساكر المرور الغلابة، هتاف «سلمية» أمام ضرب الغاز
والخرطوش، ابنك وهو يبتسم ويعملّك باى باى وهو يدخل المدرسة، وخناقتك معه لأنه
يأكل اللانشون حاف، اعتيادك على خناقة الباقى مع تباع الميكروباص، هتافك «يسقط
يسقط حكم العسكر» واستعدادك للموت فى سبيل الوطن وإنت جندى فى الجيش لو حدثت حرب
فى التوِّ واللحظة، حرصك على صلاة الجمعة أو قداس الأحد حتى لو مابتصلِّيش أصلا،
نفخك فى أى مصيبة وأنت تؤكد بإيمان حقيقى: الحمد لله عَ اللى يجيبه ربنا. مصر رغم
كل شىء.. فيها حاجة حلوة.
----------------------
محمد فتحي .. جريدة التحرير 18/4/2012
.......
نلعن ابوها بشكل يومي ..
و لا تهون علينا
ولا يهونوا أهلها ولا ترابها
وبتوحشنا طيبتها لما بتقسي علينا
بتاكل عيالها و عيالها روحهم فيها
حفظك الله يا مصر
ويسقط حكم العسكر والجلابية وكل السفلة بتوع العباية اللي بكباسين
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق